انطلقت صباح اليوم السبت فعاليات الدورة الرابعة لملتقى الثقافة العربية بخريبكة، الذي ينظمه منتدى الآفاق للثقافة والتنمية بتنسيق مع فرع اتحاد كتاب المغرب، من 28 الى 30 من شهر ماي الجاري، تحت شعار”مقومات الوحدة والتكامل في الثقافة المغاربية”، وذلك بمشاركة أكاديميين ومثقفين، في أفق البحث عن معادل ثقافي موضوعيي يروم النهوض بمنطقة المغرب العربي، وبالعام العربي برمته.
ولامست رئيسة المنتدى ياسمين الحاج في بالمناسبة، التي جرت بالمركب الثقافي قيمة هذه الدورة، التي تحمل اسم محمد عباد الجابري، والذي أثرت إبداعاته الأكاديمية المتنوعة الخزانة الثقافية العربية وكانت رؤية راقية للتغيير والازدهار والنماء.
وأكدت الحاج أن مثل هذه للقاءات تساهم بشكل او بآخر في النهوض بالمنطقة، وبالأوضاع العربية، وترسيخ قيم الحوار والتواصل والتعاون والاستقرار، وذلك من خلال عدد من المبادرات الناجعة وأوراش فكرية وإبداعية من شأنها تكريس روح الوحدة والتعاون وكسب الرهانات المستقبلية.
كما انتقدت الحاج بالمناسبة الجهات المختصة، التي تخلت عن الملتقى، دون توفير الدعم الكافي، مما يبرز النظرة الدونية في التعامل مع مثل هذه الملتقيات التي تساهم بشكل كبير في تحقيق مزيد من الإشعاع.
من جهته أبرز رئيس اتحاد كتاب المغرب بخريبكة الروائي عبد الرحمان مسحت، أهمية الملتقى من ناحية التكريم الرمزي لتجربة الجابري الفكرية، والتي تحظى بتقدير الكثير من المثقفين والمفكرين في العالم العربي، مسلطا الضوء على برنامج الدورة الذي يحفل بفقرات خصبة تروم في العمق تنشيط الحركة الثقافية في المنطقة.
وشهد حفل الافتتاح تكريم كل من أرملة الراحل وابنه طارق الجابري، هذا الأخير أشاد في شهادة بالمناسبة، بهذه المبادرة، وبالدور الكبير الذي لعبد الراحل في تنوير العقل العربي، وذلك من خلال جملة من إنتاجاته الفكرية القيمة.
كما تم بالمناسبة تنظيم ندوة فكرية حول شعار الدورة، وشارك فيها نخبة من المفكرين والأكاديميين، والذين أجمعوا على اهمية الثقافة في تعزيز قيم الوحدة والتضامن في المنطقة المغاربية بالخصوص.
وشارك في الندوة التي سيرها عبد الكريم معاش، كل من عبد الإله المنصوري، الذي تحدث عن المغرب العربي الكبير ومقومات بناء الوحدة، وعائشة التاج، التي لامست المرتكزات الثقافية وتوحيد الشعوب المغاربية، فضلا عن عبد الواحد كفيح الذي تحدث عن إشكالية الرواية والوحدة، ومصطفى الطوبي، الذي سلط الضوء على الدبلوماسية الثقافية ودورها في التقارب الفكري والحضاري، ثم ناجي محمد الإمام من موريتانيا، الذي قدم مداخلة تمحورت حول إرهاصات العمل الوحدوي المغاربي، والحبيب بيليه من الجزائر الذي قدم مداخلة حول الأبعاد الثقافية في تحقيق الاندماج ألمغاربي.
يشار ان الدورة تعرف أيضا تنظيم معرض للفنون التشكيلية برواق المركب الثقافي تحت إشراف محمد الرجاوي وأخر لمنتوجات الصناعة التقليدية لجمعة الأنامل الذهبية، فضلا عن امسيات شعرية وتكريم الدكتورة العالية ماء العينين والقاص والكاتب إدريس الطلبي من المغرب، والكاتبة حميدة نعنع سوريا، وجولة سياحية الى مدينتي ابي الجعد والقصيبة.